افتتح رئيس إتحاد الكُتّاب اللبنانيين الشّاعر غسّان مطر قصيدته في الإمام عليّ بقوله:

  في بنت جبيل، وفي يوم الشّهيد مكان ومناسبة. لكأنّهما وُلِدَتا لتكونا دائماً معاً.

  بنت جبيل أرض الصّمود والشّهادة، ويوم الشّهيد هو يوم بنت جبيل بامتياز. شرف لي أن أكون بينكم في بنت جبيل وفي يوم الشّهيد..

 ثمّ ألقى قصيدته:

أُلقيت في مهرجان بنت جبيل الثقافي الأول

التي نظمته هيئة بنت جبيل الخيرية الثقافية "هبة"

في مدينة بنت جبيل بتاريخ 11/11/2006 م.

 

عَلِيٌّ الإِمامُ

 

مَنْ رَضِيٌّ يَهْفو إِلَيْهِ الأَنامُ؟  وَبَهِيٌّ بِهِ يُضيءُ الْكَلامُ؟

وَسَخِيٌّ تُرْخي السَّماءُ عَلى كَفَّيْهِ نوراً فَتُشْرِقُ الأَيّامُ

وَوَلِيٌّ لَـوْلا النُّبوءَةُ لا يَـعْلوهُ عالٍ وَ لا يَليقُ مَقامُ

عَبْقَرِيٌّ آياتُهُ بَـعْضُها كَشْفٌ وَ رُؤْيا وَبَـعْضُها إِلْهامُ

مُفْرَدٌ في النُّهى يُحَكَّمُ في النّاسِ فَتَأْتي مِنْ رَبِّهِ الأَحْكامُ

وَكَفى الطُّهْرَ أَنْ يُقالَ عَلِيٌّ وَكَفى الدّينَ أَنْ يُقالَ الإِمامُ

جِئْتُ مَوْلايَ مُؤْمِناً أَتَهَجّا  مَكْْرُماتٍ بِها يَجودُ الْكِرامُ

فَإِذا وَحْدَكَ الْيَنْبوعُ وَما يُمْطِرُ وَهْجاً وَوَحْدَكَ الإِقْدامُ

أَوَلُ الْمُؤْمِنينَ أَنْتَ وَما بَدَّلَ فيكَ الأَخْوالُ وَالأَعْمامُ

فَاعْتَنَقْتَ الْهُدى مناراً وَنَهْجاً وَسِلاحاتٍ حُجَّةً وَحُسامُ

وَوَقَيْتَ الرَّسولَ بِالرّوحِ يَوْمَ الْقُرَشِيّونَ غَضْبَةٌ وَزُحامُ

وَرِعاً تَحْمِلُ الأَمانَةَ دَعْواكَ سَماحٌ وَرَحْمَةٌ وَسَلامُ

 هَلَّ مِنْ صَوْتِكَ الْمُنَوَّرِ فَجْرٌ فَتَهادَتْ بِصَوْتِكَ الأَعْلامُ

قَوْلُكَ السِّحْرُ مُدْنَفٌ نَبَوِيٌّ ما تَغَنَّتْ بِمِثْلِهِ الأَقْلامُ

 بايَعَتْكَ الأَقْوامُ حُبّاً وَخَوْفاً، يَوْمَ ضَنَّتْ بِدينِها الأَقْوامُ

وَاسْتَعادَتْ وَقودُها الجاهِلِيّاتُ وَقامَتْ مِنْ قَبْرِها الأَصْنامُ

 وَعَرى الْمُسْلِمينَ كَرٌّ وَفَرٌّ وَانْفِصالٌ وَفِتْنَةٌ وَخِصامُ

 فَتَوَلَّيْتَها الإِمارَةَ لا زَهْواً وَلكِنْ لِيَسْلَمَ الإِسْلامُ

غَيْرَ أَنَّ الْخَنّاسَ وَسْوَسَ في النّاسِ فَتَعالَتْ في غِيِّها الأَزْلامُ

 وَالّذي يَحْمِلُ الأَمانَةَ إِنْ لَمْ يُطِعِ الأَقْرَبونَ كَيْفَ يُلامُ؟

 لا تَراخٍ في الأَشْعَرِيِّ وَلا ابْنُ الْعاص باهى وَلا الْخَوارِجُ قاموا

 فِتْنَةٌ وَالزَّمانُ يَشْهَدُ أَنَّ الْبَغْيَ أَقوى إِذا اسْتَبَدَّ الْحَرامُ

 خَذَلَتْكَ الأَيّامُ كَمْ خَذَلَتْ قَبْلُ وَكَمْ ذاقَ مِنْ أَذاها هُمامُ

دارَتِ الأَرْضُ وَاللَّيالي وَلكِنْ لَمْ تُبَدِّلْ طِباعَها الأَيّامُ

 لَوْ تَرانا وَقَدْ تَغَمَّدْنا الذُّلَّ وَماتَتْ في روحِنا الأَحْلامُ

لا يَغُرَّنَكَ ابْتِسامُ وُجوهٍ، أَوْ تُثِرْكَ الأَشْكالُ وَالأَحْجامُ

 الرُّخامُ الّذي تَرى شاهِدُ الْقَبْرِ، وَكَمْ يَحْجُبُ الْقُبورَ الرُّخامُ

وَالْوُجوهُ الْبَيْضاءُ أَفْتَكُ مِنْ سُمِّ الأَفاعي إِذا أُميطَ اللِّثامُ

لَيْسَ يُجْدي إِذا الْبِلادُ اسْتُبيحَتْ أَنَّهُمْ بَسْمَلوا وَصَلّوا وَصاموا

شَرَفُ الْحُرِّ أَنْ يَموتَ أَبِيّاً لِيْسَ عاراً أَنْ تَسْقُطَ الأَجْسامُ

 إِنَّما الْعارُ أَنْ يَنامَ ذَليلاً وَعُيونُ الأَعْداءِ لَيْسَ تَنامُ

أَوَلَيْسوا بَنيكَ مَنْ كَتَبوا الْفَتْحَ وَعَلّوا مَجْدَ الْجَنوبِ وَهاموا؟

 هِمَمٌ هَزَّتِ الزَّمانَ وَلَمْ يُطْفِئْ لَظاها التَّقْتيلُ وَالإِجْرامُ

 رَفَعوا رايَةَ الشَّهادَةِ نَصْراً فَتَهاوى أَمامَها الأَقْزامُ

وَالْكِبارُ الْكِبارُ يَحْتَقِرونَ الْمَوْتَ تُغْريهِمُ الْخُطوبُ الْجِسامُ

 وَإِذا جاءَ نَصْرُ رَبِّكَ فَسَبِّحْ فَحَمْدُهُ مُسْتَدامُ

يا أَبا الصّالِحينَ عِطْرُكَ فَوّاحٌ وَتَجْني مِنْ عِطْرِكَ الأَجْسامُ

 أَنْتَ سَيْفٌ في الْحَقِّ وَالْعَدْلِ ماضٍ وَنَدىً مِنْهُ تَرْتَوي الأَكْمامُ

واضِحٌ أَنْتَ كَالْكَرامَةِ إِنْ قُلْتَ اهْتَدَيْنا وَغابَتِ الأَوْهامُ

وَإِذا الأَرْضُ أَقْفَرَتْ وَجَفاها ماطِرُ الْغَيْثِ أَنْتَ أَنْتَ الْغَمامُ

يا نَجِيَّ النَّبِيِّ حَسْبُكَ ما نَوَّرْتَ وَالْكَوْنُ ظالِمٌ وَظَلامُ

هاكَ قَلْبي عَلى يَدَيْكَ صَلاةٌ فَتَقَبَّلْهُ يا عَلَيْكَ السَّلامُ

 

   منْ أَيْنَ تَأْتي ؟؟

 رئيس إتحاد الكُتّاب اللبنانيين

                                                            الشاعر غسان مطر

مِنْ أَيْنَ تَأْتي؟؟

مِنْ أَيْنَ تَْأْتي أَيُّها الآتي مِنَ الصَّلَواتْ

مَنْ أَهْداكَ سَيْفَكَ كَيْ تُسَمّى قاتِلَ الشَّيْطانْ؟

مَنْ رَسَمَ الهِلالَ عَلى جَبينِكَ..

كَيْ نَحِجَّ إِلى جَبينِكَ كُلَّما طَلَعَ الْهِلالْ

يِقِفُ الرِّجالُ عَلى خُطوطِ يَدَيْكَ

يَعْتَرِفونَ أَنَّ الْمَوْتَ بَعْضٌ مِنْ هِواياتِ الرِّجالْ

 نَسَبٌ قَديمٌ

يَرْبِطُ الشُّهَداءَ بِالْجَنّاتِ

ما عَلَّمْتَهُمْ لكِنَّهُمْ قَرَأوا عَلى قَسَماتِ وَجْهِكْ

كَيْفَ تَنْتَسِبُ النُّسورُ إِلى الْجِبالْ

قَرَأوا كِتاباً واحِداً

كُنْتَ احْتَفَظْتَ بِهِ لِيَوْمِ الذّاهِبينَ إِلى الْقِتالْ

 قَرَأوا كِتابَ النَّصْرِ وَالشُّهَداءِ

وَامْتَلأوا بِنورِ اللّهِ مِنْ آياتِهِ السَّمْحاءِ

وَاخْتَلَفوا عَلى مَنْ يَسْبِقُ الثّاني

وَغاروا في الْحُقولِ وَفي الْوِهادِ وَفي التِّلالْ

 حَفَروا مَلاحِمَ لَمْ تَكُنْ مِنْ قَبْل

لَمْ تَسْمَعْ بِها أُذُنٌ

وَلَمْ تَخْطُرْ بِبالْ

كَتَبوا بِحِبْرِ دِمائِهِمْ

كَتَبوا إِلَيْكْ

بِما يُشَرِّفُهُمْ وَأَنْتَ بِما شَرَّفْتَنا أَجَبْتَ

وَشَعَّ فَجْرُ اللّهْ

وَشَعَّ فَجْرُ الْحِبْرِ

وَاشْتَعَلَ الْخَيالْ

صُوَراً مُذَهَّبَةً

وَأَقْدَسُها انْحِناؤُكَ كَيْ تُقَبِّلَ عِزَّةَ الأَقْدامْ

يا مَلِكاُ يُتَوِّجُهُ التَّواضُعُ وَالْجَلالْ

 هَلْ كُنْتَ تَشْكُرُهُمْ

أَمْ أَنَّ كَلامَكَ القُدّوسُ

كانَ شَذا صَلاةٍ وَابْتِهالْ

يا أّيُّها الآتي مِنَ الصَّلَواتْ

قَدْ طَلَعَ الصَّباحُ عَلى مَآذِنِنا

وَلَيْلُ السّائِرينَ عَلى خُطا الشَّيْطانِ طالْ

 قٌمْ وَارْمِ سِحْرَكَ

تَرْكَعِ الأَفْعى

وَيَرْتَدِعِ البُغاةُ الرّاقِصونَ عَلى الْحِبالْ

 وَاضْرِبْ بِسوطِكَ مِثْلَما فَعَلَ الْمَسيحْ

بِعِصابَةِ التُّجّارِ وَالْفُجّارْ

طَهِّرْ هَيْكَلَ الْمَلَكوتِ

مِنْ رِجْسِ الضَّلالْ

 بَعْضُ الْكَلامِ يُريحُ حينَ يُقالُ

لكِنَّ الكَلام الصَّعْبَ

يَقْتُلُ حينَ يُكْتَبُ في الصُّدورِ وَلا يُقالْ

 فَإلامَ تَصْمُتُ

وَالدَّمُ الْمَطْعونُ يَصْرُخُ

َالْقُرى الثَّكْلى تُسَمّيهِمْ

وَتَرْفُضُ أَنْ تَظَلَّ ثَعالِبُ الأَوْكارِ حارِسَةَ الْغِلالْ

وَإِلامَ تَصْمُتُ؟

ضاقَتِ الدُّنْيا بِنا

ضِقْنا بِصَمْتِكَ لَوْ تُجيبُ عَلى السُّؤالِ

أَنا يُعَذِبُني السُّؤالْ

وَأَنا صَدى عِشْقِ الْمَلايينِ

الّتي الْتَحَمَتْ بِقَلْبِكَ

كَيْ تَقيكَ حِرابَ مَن كَفَروا

وَغاصوا في الْحَرامْ

وَأَقْسَموا أَنَّ الْحَرامَ هُوَ الْحَلالْ

 يا أَيُّها الآتي مِنَ الصَّلَواتْ

نَصْرُ اللّهِ أَنْتََ

وَنَصْرُهُ إِلاّ بِأَيْدٍ مِنْ رِجالِكَ لايُطالْ

 فَاعْبُرْ بِنا

لا الْبَحْرُ يَجْرُؤُ أَنْ يَصُدَّكَ

لا الرِّياحُ وَلا الرِّمالْ

قُلْ في الرِّجالْ

الأَمْرُ لي

تَجِدِ الرِّجالْ

يُطَهِّرونَ الأَرْضَ

يَفْتَتِحونَ مَمْلَكَةَ الْقَداسَةِ وَالْجَمالْ

 

                                   غسّان مطر